
أوزين يحذر: صيف قاتل في مدن الظل.. وأرواح الأبرياء في خطر
هبة بريس- ع محياوي
في الوقت الذي تمضي فيه السياسات الحكومية نحو “عصرنة” المدن الكبرى وتحويلها إلى مدن ذكية وفق رؤية تنموية شاملة، تبرز مفارقة صارخة على هامش هذه السياسات، تتجلى في استمرار التهميش الذي يطال مدن وقرى مغربية عميقة، يئنّ سكانها تحت وطأة العطش التنموي وغياب أبسط البنيات التحتية الترفيهية، خاصة خلال فصل الصيف الذي تحترق فيه درجات الحرارة لتتجاوز أحيانًا 45 درجة.
وقد وجه محمد أوزين البرلماني عن حزب الحركة الشعبية بمجلس النواب سؤالًا كتابيًا إلى السيد رئيس الحكومة، يدق من خلاله ناقوس الخطر حول غياب المسابح العمومية ومراكز الاستقبال الصيفية بعدد من المدن كطاطا وفكيك وزاكورة وتنغير وأزرو وبن أحمد وغيرها، حيث يجد الأطفال والشباب أنفسهم مجبرين على اللجوء إلى ضايات عشوائية أو مجاري مائية خطيرة بحثًا عن متنفس صيفي، ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى مآسٍ إنسانية عنوانها الغرق والموت.
وحمّل الفريق الحركي الحكومة مسؤولية هذا الوضع الذي وصفه بـ”التمييز التنموي” الذي يكرس العزلة والفقر في مناطق مغربية ما زالت خارج نطاق اهتمام السياسة العمومية، داعيًا إلى الكشف عن التدابير المزمع اتخاذها من أجل إنصاف هذه الجماعات الترابية، عبر خلق مرافق آمنة ومتاحة للعموم، خاصة لفائدة الأسر محدودة الدخل التي لا تستطيع ولوج المسابح الخاصة والفنادق الفاخرة.
وساءل الفريق الحكومة أيضًا عن نيتها في وضع استراتيجية وطنية لبناء وتأهيل المسابح الجماعية في مختلف المناطق، معتبرًا أن تأمين الحق في الترفيه وممارسة الهوايات الصيفية لا يقل أهمية عن الحق في التعليم أو الصحة.
وتجدر الإشارة إلى أن الفريق سبق أن التمس تناول الكلمة في الجلسة العامة في إطار المادة 163 من النظام الداخلي للبرلمان، بالنظر إلى الطابع الاستعجالي لهذا الملف، غير أن عدم التفاعل مع هذا الطلب يثير أكثر من علامة استفهام، في وقت تزداد فيه حوادث الغرق وتضيع معه أرواح بريئة كان من الممكن حمايتها ببنية تحتية تليق بمغرب القرن 21.
فهل تتحرك الحكومة قبل أن يخطف الموت مزيدًا من أحلام الطفولة والشباب في ربوع المغرب غير النافع؟
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X