المغرب في مواجهة الاتجار بالبشر.. تحديات جيوسياسية وجهود مستمرة لمكافحة الظاهرة

هبة بريس-محمد زريوح

في اليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالبشر الذي يُحتفل به في 30 يوليوز من كل عام، تبرز قضية الاتجار بالبشر في المغرب كإحدى التحديات الإنسانية والجنائية الملحة. ويُظهر الخبراء والمحللون أن العوامل الجيوسياسية والاقتصادية تلعب دورًا محوريًا في تعزيز هذه الظاهرة داخل المملكة.

أحد العوامل الرئيسية التي تسهم في انتشار الاتجار بالبشر في المغرب هو موقعه الجغرافي الذي يجعله نقطة عبور هامة بين إفريقيا وأوروبا. كما أن الأزمات السياسية والأمنية في منطقة الساحل والصحراء، والتي تشهد اضطرابات متواصلة، تساهم في تدفق المهاجرين غير النظاميين الذين يسعون للوصول إلى أوروبا عبر المغرب. هذا الوضع يعزز قدرة عصابات الاتجار بالبشر على استغلال الفوضى الأمنية في بعض البلدان الإفريقية لتنفيذ نشاطاتها الإجرامية.

ووفقًا للتقرير السنوي للنيابة العامة لعام 2023، ارتفع عدد القضايا المتعلقة بالاتجار بالبشر بنسبة 23.64% مقارنة بالسنة السابقة، حيث تم تسجيل 110 قضايا جديدة. ورغم تنوع هذه القضايا بين المتابعة الفردية والجماعية، فقد لوحظ تزايد نشاط العصابات الإجرامية المنظمة التي تقف وراء هذه الجرائم.

على الرغم من الإجراءات القانونية المكثفة، بما في ذلك تعديل القوانين الجنائية لتشديد العقوبات وتبسيط الإجراءات القضائية، إلا أن تأثير هذه التدابير لا يزال محدودًا في بعض المناطق. حيث يستمر المغرب في مواجهة تحديات كبيرة، خصوصًا في ظل الظروف الجيوسياسية والهجرة غير النظامية التي تشهدها المنطقة.

وفي إطار مكافحة الاتجار بالبشر، يعزز المغرب التعاون الأمني مع دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية. كما يسعى إلى بناء استراتيجيات شاملة تجمع بين التعاون الأمني والتشريعي والتكنولوجي للتصدي لهذه الشبكات الإجرامية العابرة للحدود.

ختامًا، تبقى قضية الاتجار بالبشر من أبرز التحديات التي تستدعي تضافر الجهود المحلية والدولية لمكافحة هذه الجريمة، خاصة في ظل التحديات الأمنية والاقتصادية المستمرة في المنطقة.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى