الناظور.. موجة استنكار بسبب نصب غريب في فرخانة ويحي يحي يكشف الستار

هبة بريس – محمد زريوح

في خطوة جريئة، أصدر الفاعل السياسي والاجتماعي يحي يحي بلاغًا صحفيًا يعبر فيه عن موقفه الواضح من القرارات التي اتخذها المجلس الجماعي لبني أنصار وملحقة فرخانة.

قرارات، بحسبه، تمس بثوابت المنطقة التاريخية وتُعرض إرثها المقاوم للخطر. واحدة من أبرز هذه القرارات كانت إقامة نصب تذكاري للماريشال محمد أمزيان، وهو ما اعتبره تشويها لتاريخ المنطقة النضالي الذي شهد مقاومة شرسة ضد الاستعمار.

كما أشار يحي إلى قرار آخر يتعلق بإطلاق اسم “الفونتي (عمر دودوح)” على الشارع الرئيسي المؤدي إلى مليلية المحتلة. واعتبر أن هذا الاسم لا يمثل الرموز التاريخية للمقاومة التي قدمت الكثير من التضحيات من أجل الوطن، ويعد تجاهلًا متعمدًا للرجال الذين أسهموا في تأسيس تاريخ مشرف للمنطقة.

من ناحية أخرى، أعرب يحي عن استيائه من قرار تثبيت نصب صليب كبير من الرخام في ساحة فرخانة. وقد وصف هذا النصب بأنه بعيد كل البعد عن هوية المنطقة الثقافية والدينية، مشيرًا إلى أن هذا القرار يناقض تاريخ المنطقة الذي شهد نضال الأجداد من أجل الحرية والاستقلال. وأكد أن تثبيت مثل هذه الرموز في منطقة ذات تاريخ نضالي عريق يشكل تهديدًا لهوية المنطقة.

وتطرق يحي إلى ما وصفه بالفشل الواضح في تدبير الشأن المحلي من قبل المجلس الجماعي لبني أنصار، مشيرًا إلى أن بعض أعضاء المجلس قد راكموا ثروات طائلة في وقت يعاني فيه السكان المحليون من التهميش والفقر. هذه الممارسات أثارت تساؤلات عديدة حول مصادر هذه الثروات في وقت غابت فيه المشاريع التنموية التي تستهدف تحسين الوضع المعيشي للسكان.

وأعاد يحي التأكيد على ضرورة إعادة النظر في المشاريع التنموية في المنطقة، مشيرًا إلى أن فرخانة وبني أنصار يعانيان بشكل كبير بسبب إغلاق الحدود مع مليلية المحتلة. ودعا إلى ضرورة التفكير في حلول تنموية مستدامة تراعي الموقع الجغرافي الاستراتيجي لهذه المناطق.

الرسالة التي بعث بها يحي هي دعوة لتفادي الممارسات التي قد تؤدي إلى تدمير هوية المنطقة التاريخية، وإلى تفعيل مشاريع تنموية تستهدف تحسين حياة السكان المحليين. وأكد على ضرورة أن يتبنى المسؤولون نهجًا حاسمًا في مواجهة القرارات التي تضر بمصالح المنطقة.

في ختام البلاغ، أبدى يحي استعداده الكامل لتحمل تكاليف إزالة النصب المثير للجدل في فرخانة. كما أعلن عن عزمه على إعادة بناء نصب يرمز إلى تاريخ المنطقة النضالي، ويعكس تضحيات رجالها في معركة الاستقلال. وأضاف أن هذه المبادرة تأتي في إطار دعم تاريخ المنطقة وحمايته من محاولات التشويه التي قد تتعرض لها.

وأشار يحي إلى أن هذا الموقف لا يأتي من فراغ، بل هو نتيجة لقناعة عميقة بأهمية الحفاظ على تاريخ المنطقة ومواصلة النضال من أجل تنمية مستدامة تأخذ بعين الاعتبار احتياجات السكان وتاريخهم النضالي.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى