بمناسبة اليوم العالمي للتصوير.. عدسة محمد العبوسي تحكي حكاية الناظور

هبة بريس – محمد زريوح

في كل عام، ومع حلول اليوم العالمي للتصوير، تعود العدسة لتحتفل بأوفيائها، بمن جعلوا منها لغة بلا حروف، وصوتاً بلا كلام. ومن بين هؤلاء يبرز اسم محمد العبوسي، المصور الناظوري الذي جاور الكاميرا منذ أكثر من 15 سنة، ليحوّلها من أداة عمل إلى رفيقة درب ومرآة للحياة.

منذ أن حمل كاميرته الأولى، أدرك العبوسي أن الصورة ليست مجرد لقطة، بل ذاكرة تحفظ ما ينسى، وتخلّد تفاصيل قد تبدو صغيرة لكنها تسكن الروح. هكذا وجد نفسه شاهداً على نبض مدينته، يرسم بملامحها حكايات إنسانية، ويصوغ عبر أزقتها وشوارعها قصائد بصرية لا يخطها قلم.

لم يكن الطريق سهلاً، فالمهنة التي يظنها الكثيرون بسيطة، تطلبت من العبوسي جهداً ومثابرة، وإصراراً على التعلم والتجديد. وبين التصوير الصحفي والفني والسينمائي، كان يفتش دوماً عن زاوية مختلفة، عن لحظة نادرة، عن ضوء يضيء المعنى أكثر مما يضيء المكان.

أعماله التي جابت منابر وطنية ودولية لم تكن مجرد صور، بل رسائل مشحونة بالعاطفة، تحمل في طياتها همّ المدينة، فرحها وحزنها، احتفالاتها وانكساراتها. ولذلك، صار اسمه مقترناً بذاكرة بصرية تحفظ للناظور ملامحها، وتمنحها حياة تتجاوز الزمان والمكان.

محمد العبوسي لا يرى نفسه مجرد مصور، بل حارساً للذاكرة، وناجماً يقتنص اللحظة قبل أن تفلت. بالنسبة له، الكاميرا ليست جهازاً معدنياً، بل عين ثالثة ترى ما يعجز الآخرون عن رؤيته، وتحوّل العابر إلى أبدي.

وفي هذا اليوم الذي يكرم فيه العالم الصورة والمصورين، يطل العبوسي كحكاية ملهمة لشباب يركضون وراء أحلامهم بالكاميرا، مؤمناً أن النجاح ليس صدفة، بل هو ثمرة شغف طويل وصبر يليق بالفنانين الحقيقيين.

وهكذا، يبقى محمد العبوسي دليلاً على أن الصورة قد تهزم النسيان، وأن العدسة حين تخلص للحظة، تتحول إلى مرآة للحياة، تحفظ للإنسان ملامحه، وللمدن ذاكرتها، وللزمن أسراره.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى