
تدهور قطاع النقل في الجزائر.. حافلات متهالكة وطائرات معطوبة
هبة بريس
يواجه قطاع النقل في الجزائر أزمة عميقة تجسد التدهور العام في البنى التحتية والخدمات العمومية. فمشهد الحافلات القديمة والمتآكلة أضحى جزءاً من الحياة اليومية في المدن كما في القرى، سواء على مستوى النقل الحضري أو الخطوط الرابطة بين المناطق الداخلية.
استيراد حافلات جديدة
هذه الحافلات، التي تعود معظمها إلى عقود ماضية، لا توفر الحد الأدنى من معايير السلامة والراحة، في ظل غياب الصيانة المنتظمة وندرة قطع الغيار، ما يعكس تقاعس الدولة عن تحديث هذا القطاع الحيوي.
ورغم التصريحات المتكررة من قبل السلطات بشأن استيراد حافلات جديدة، إلا أن الخطوات المتخذة ظلت محدودة وذات طابع موسمي لا يستجيب للحاجيات المتزايدة.
الأعطاب المتكررة لطائرات الخطوط الجوية الجزائرية
فالأزمة تتطلب معالجة جذرية تشمل تجديداً شاملاً لأسطول النقل الوطني، بدلاً من حلول مؤقتة لا تمس جوهر الخلل.
المواطن الجزائري اليوم يدفع ضريبة عقود من سوء التدبير والتخطيط، في وقت يشهد فيه العالم ثورات حقيقية في مجال النقل، مبنية على أسس الفعالية والاستدامة والابتكار.
ولا يقتصر التراجع على النقل البري فقط، بل امتد إلى النقل الجوي، حيث أصبحت الأعطاب المتكررة لطائرات الخطوط الجوية الجزائرية في المطارات الدولية أمراً شائعاً، مما أساء إلى صورة البلاد وكشف عن مشاكل هيكلية عميقة داخل المؤسسة.
عمق الأزمة التنموية بالجزائر
حالات التأجيل المتكررة وتعطل الطائرات وغياب الصيانة الفعالة تعكس هشاشة المنظومة، وعجزها عن مواكبة المعايير الدولية في مجال الطيران.
وحتى التصريحات الرسمية حول استلام طائرة جديدة كل ثلاثة أشهر تبدو غير كافية، ما لم ترفق بإصلاحات حقيقية تطال التسيير، والتكوين، والموارد البشرية.
إن هذه الاختلالات المتراكمة في النقل البري والجوي تكشف عمق الأزمة التنموية التي تعيشها الجزائر، أزمة ترتبط أساساً بغياب إرادة سياسية حقيقية، وبهيمنة منطق النظام العسكري على دواليب الدولة، ما جعل المشاريع التنموية أسيرة لحسابات ضيقة بدلاً من أن تكون وسيلة لبناء دولة حديثة وقادرة على المنافسة.
وإن استمرار هذا الوضع دون إصلاح شامل وحاسم، لن يؤدي سوى إلى مزيد من التخلف، وتعميق الهوة بين الجزائر ومحيطها، في وقت تتطلع فيه الشعوب إلى منظومات نقل حديثة وآمنة تحفظ كرامتها وتيسر تنقلها، لا إلى وعود خاوية لا تجد طريقها إلى التطبيق.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X