
رشقوا القطارات بالحجارة.. الجزائريون يثورون في وجه نظام العسكر
هبة بريس
بعد مشاهد تمزيق الكراريس والمقررات أمام أبواب المدارس، التي عبّر من خلالها التلاميذ الجزائريون عن سخطهم من منظومة تعليمية متخلفة وعاجزة، جاءت موجة أخرى من الغضب الشعبي استهدفت هذه المرة قطاع النقل السككي، في صورة تعكس حجم الاحتقان المجتمعي المتفاقم.
مهاجمة المواطنين الجزائريين
وكما تجاهل وزير التعليم مطالب التلاميذ وفضل الصمت بدل الإصغاء، سارت الشركة الجزائرية للنقل بالسكك الحديدية على نفس النهج، ولجأت إلى الخيار الأسهل: مهاجمة المواطنين ووصفهم بـ”غير المتحضرين”، متناسية الأسباب العميقة التي تدفع إلى مثل هذه الأفعال.
وادعت الشركة أن الحجارة التي تُقذف بها القطارات تتسبب سنويًا في أكثر من 200 حادث وإصابة العشرات من الركاب والموظفين، بينهم من يصاب بإعاقات دائمة أو يفقد حياته، مشيرة إلى خسائر مادية وتعطيل للخدمات العامة.
التهديد بمتابعة الجزائريين قضائيا
ولكن عوض مقاربة الظاهرة من زاوية الأزمة الاجتماعية والسياسية، لجأت الشركة إلى لغة التهديد، ملوحة بمتابعات قضائية ضد الفاعلين، ومطالبة الأولياء بتأدية أدوار توعية، وكأن الأمر مجرد انزلاق أخلاقي معزول عن السياق العام.
صحيح أن العنف والتخريب لا يمكن تبريرهما، غير أن تصاعد وتيرتهما وحجم الأضرار المترتبة عنهما يحملان دلالات سياسية عميقة، ويكشفان عن مستوى الانهيار الداخلي في دولة تقود شعبها من مأزق إلى آخر، دون أدنى نية في المعالجة الجدية أو الإصلاح الحقيقي.
ورغم كل هذه المؤشرات الخطيرة، لا يبدو أن النظام الجزائري معني بفهم التحولات الجذرية التي تظهر في عمق المجتمع، ولا بتحمّل مسؤوليته في ما قد ينفجر قريبًا، حين تفقد السلطة القدرة على ضبط الوضع، حتى بقبضتها الأمنية والعسكرية. فبلدٌ يرفض أبسط أشكال الديمقراطية، ولو كانت ديكورًا، لا ينتج إلا الانفجار.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X