في رد مرتبك.. النظام الجزائري يجر البلاد إلى مواجهة جديدة خاسرة مع فرنسا

هبة بريس

في حلقة جديدة من مسلسل التوتر الدبلوماسي المستمر بين الجزائر وفرنسا، أقدمت الخارجية الجزائرية يوم الأربعاء 27 غشت على استدعاء القائم بالأعمال في السفارة الفرنسية بالجزائر، في خطوة تكشف ارتباك النظام أمام المواقف الفرنسية الأخيرة.

خطاب انفعالي للنظام الجزائري

وبررت الوزارة هذا القرار بما سمّته “احتجاجا” على بيان صادر عن البعثة الدبلوماسية الفرنسية، معتبرة إياه “خرقاً فادحاً للأعراف الدبلوماسية”، وهي صيغة تكشف حالة الانفعال الذي أصبح يطبع خطاب النظام الجزائري.

وحاولت الخارجية الجزائرية، في رد مرتبك، تفسير رفضها اعتماد دبلوماسيين فرنسيين بأن باريس اتخذت قبل عامين قراراً مماثلاً، لتدعي أنها تطبق “مبدأ المعاملة بالمثل”. لكنها في الوقت ذاته اعترفت بأن فرنسا رفضت اعتماد ثلاثة قناصل عامين، وستة قناصل جزائريين، إلى جانب 46 موظفاً دبلوماسياً وقنصلياً، ما يؤكد بوضوح أن الجزائر هي الخاسر الأكبر في هذه المواجهة.

وزعمت الجزائر أن هذا الوضع “المفتعل والمدروس” من قبل باريس ألحق أضراراً بجاليتها في فرنسا، في محاولة بائسة لإلقاء المسؤولية على فرنسا، بينما الواقع يكشف عجز النظام الجزائري عن تأمين أبسط الخدمات لمواطنيه داخل بلادهم، فما بالك بالدفاع عنهم في الخارج.

الجزائر في عزلة دبلوماسية

ولم تتردد الخارجية الجزائرية في اتهام فرنسا باستخدام ملف التأشيرات كأداة “ابتزاز وضغط”، بينما الحقيقة أن الجزائر هي التي جرّت نفسها إلى عزلة دبلوماسية نتيجة سياساتها العقيمة، خاصة بعدما ألغت من جانب واحد اتفاق 2013 الذي كان يعفي حاملي الجوازات الدبلوماسية من التأشيرات.

وتحدث بيان الجزائر عن “مرحلة ثانية” من الضغوط الفرنسية تستهدف حاملي الجوازات العادية، واصفاً الأمر بـ”الابتزاز والمساومة”.

ويعتبر مراقبون أن السبب الحقيقي هو فقدان الجزائر أوراقها القوية للتفاوض في موقف الند للند بعد اعتراف باريس الصريح بمغربية الصحراء، الأمر الذي أدخل النظام العسكري في أزمات داخلية مستمرة وعزلة دبلوماسية خطيرة.

وهكذا، تتواصل سياسة الهروب إلى الأمام لدى النظام الجزائري، الذي يحاول تغليف فشله الدبلوماسي ببيانات متشنجة، في وقت يتكبد فيه خسائر متتالية على الساحة الإقليمية والدولية.

 



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى