
قنصليات جزائرية بفرنسا تتحول إلى مراكز تجسس على معارضي النظام العسكري
هبة بريس
كشفت صحيفة “ليكسبريس” الفرنسية أن القنصليات الجزائرية في فرنسا لا تقتصر وظيفتها على المهام الدبلوماسية المعتادة، بل تؤدي أدوارًا موازية في مجال المراقبة السياسية والعمل الاستخباراتي، تستهدف بشكل خاص أفراد الجالية الجزائرية المعارضين للنظام العسكري.
نشاط المخابرات الجزائرية بفرنسا
ونقلت الصحيفة عن جيروم بوارو، المسؤول السابق في تنسيق الاستخبارات بقصر الإليزيه، أن هذه القنصليات تشكل امتدادًا ميدانيًا لنشاط المخابرات الجزائرية المعروفة بنشاطها الكثيف داخل التراب الفرنسي، مشيرًا إلى وجود مئات العملاء في فرنسا من بينهم عناصر ضمن البعثات القنصلية.
وبحسب نفس المصدر، فإن المديرية العامة للأمن الداخلي الفرنسي راقبت منذ سنوات فروعًا قنصلية في كل من ليون، مرسيليا، ميلون، وروان، والتي قامت أحيانًا بتجنيد عناصر من الشرطة الفرنسية أو ضباط سابقين في أجهزة المخابرات ليعملوا كـ”وسطاء اتصال”، مكلفين برصد المعارضين والتسلل إلى الجمعيات ومراقبة الناشطين، خاصة من أصول قبائلية، الذين يُنظر إليهم كخصوم محتملين للنظام الجزائري.
تخويف المعارضين
ومن بين الحالات التي سلطت “ليكسبريس” الضوء عليها، قضية رسام الكاريكاتير غيلاس عينوش، الذي لجأ إلى فرنسا سنة 2020، حيث تعرض لمحاولات متكررة من قبل أشخاص مرتبطين بالقنصلية الجزائرية سعوا للتأثير عليه واحتوائه.
وصرّح عينوش للصحيفة بأن هؤلاء الأشخاص خاطبوه بالقول: “توقف عن الرسم ضد النظام، نحن نعرف أين تقيم، لكن هذه ليست تهديدات”، في محاولة مكشوفة لبث الخوف دون الظهور بمظهر المهدِّد الصريح.
إسكات المنتقدين للنظام الجزائري
وأكد الرسام أنهم حاولوا إقناعه بتغيير لهجته الفنية نحو أسلوب أقل حدة تجاه النظام، قائلاً: “في كل مرة كانوا يطلبون مني أن أكون أكثر ليونة في أعمالي، وعندما لم ينجحوا، تحوّلت أساليبهم إلى ضغوط نفسية واضحة”، مضيفًا: “كانوا يسألونني عن عنواني، ويؤكدون أن كلامهم لا يحمل تهديدًا، لكنه كان كذلك. هدفهم واضح: إسكاتي”.
وفي تحليلها، اعتبرت “ليكسبريس” أن القنصليات الجزائرية وممثليها الرسميين وغير الرسميين باتوا يشكّلون، في نظر العديد من الخبراء، أداة استراتيجية بيد النظام العسكري الجزائري لرصد تحركات الجالية في فرنسا، وفرض رقابة أيديولوجية على الأصوات المعارضة في الخارج، ومنع أي نشاط احتجاجي خارج الحدود.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X