مستقبل حكومة الدبيبة على المحك وسط احتجاجات متصاعدة في طرابلس

تتواصل الاحتجاجات الشعبية في العاصمة الليبية طرابلس، مطالبة برحيل حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وسط تصاعد الغضب الشعبي إثر استخدام قوات الأمن للرصاص الحي ضد المتظاهرين في «ميدان الشهداء» مساء الجمعة الماضية، ما أضعف – بحسب مراقبين – ما تبقى من شرعية الحكومة.

ويشهد المشهد الليبي تصاعداً في الدعوات السياسية والشعبية لإيجاد بديل عن الحكومة الحالية، مع تعدد السيناريوهات المطروحة لمستقبل السلطة التنفيذية في البلاد. ويعتبر محللون أن الأوضاع باتت تتجه نحو إعادة تشكيل المشهد السياسي، سواء من خلال تدخل المجلس الرئاسي برئاسة محمد المنفي، أو بتفعيل دور مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة للدفع نحو تشكيل حكومة جديدة.

يرى الدكتور حافظ الغويل، الباحث الليبي في معهد الدراسات الدولية بجامعة جونز هوبكنز الأميركية، أن بقاء الدبيبة في منصبه أصبح «صعباً للغاية» بعد توسع المظاهرات واتساع الانتقادات لنفوذ عائلته في الحكم. واقترح الغويل أن «الحل الأفضل» يتمثل في إقالة الدبيبة والمقربين منه، دون إسقاط كامل لحكومة الوحدة، حفاظاً على ما تبقى من الاعتراف الدولي واستمرار السيطرة على الموارد المالية وقطاع النفط.

وفيما تتنازع السلطة حالياً حكومتان؛ الأولى في طرابلس برئاسة الدبيبة، والثانية في بنغازي برئاسة أسامة حماد المكلّف من البرلمان والمدعوم من قائد «الجيش الوطني» المشير خليفة حفتر، تزداد المخاوف من انهيار التوازن الهش بين الأطراف الليبية.

من جهته، استبعد عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، علي التكبالي، قدرة البرلمان على تشكيل حكومة جديدة خلال الجلسة المقررة الاثنين، مشيراً إلى أن الأمر يرتبط بتوافق المجتمع الدولي، لا سيما أن مطالب المحتجين لم تقتصر على إسقاط حكومة الدبيبة، بل جاءت كتنفيس عن غضب شعبي أوسع تجاه جميع الأجسام السياسية القائمة منذ أكثر من عقد.

كما أشار السفير السابق ووكيل وزارة الخارجية الأسبق، حسن الصغير، إلى أن سقوط حكومة الوحدة بات «مسألة وقت»، في ظل فقدانها الدعم من التشكيلات المسلحة الكبرى في المنطقة الغربية. وتوقّع أن تتريث بعثة الأمم المتحدة قبل الإعلان عن خطتها لتسريع تشكيل سلطة تنفيذية جديدة ضمن مسارات حل الأزمة.

الصغير أكد أن حكومة الدبيبة تفتقد حالياً القدرة على مقاومة أي تحركات دولية، مشيراً إلى أن الشارع قد يسبق الجميع في فرض التغيير إن استمر تصاعد الحراك.

بدوره، يرى الباحث جلال حرشاوي من المعهد الملكي للخدمات المتحدة، أن الدبيبة قد ينجح في البقاء لفترة قصيرة دون صدامات مباشرة مع جهاز الردع، لكنه أشار إلى أن ذلك لن ينقذ حكومته من التراجع، مع تزايد النظرة إلى حكومته باعتبارها باتت «ضعيفة للغاية».

واعتبر حرشاوي أن الفاعلين المحليين والدوليين بدأوا يتحضّرون للمرحلة القادمة، رغم المخاوف المتزايدة في المنطقة الغربية من احتمالية عودة دور حفتر في قيادة حكومة جديدة انطلاقاً من العاصمة.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى