
ورزازات.. معاناة سكان إمغران مع ارتفاع تكاليف النقل المدرسي
هبة بريس – عبد اللطيف بركة
تعيش منطقة إمغران في ورزازات حالة من الاحتقان بسبب الزيادة الكبيرة في تكلفة النقل المدرسي، التي تحولت من خدمة اجتماعية تخفف العبء على الأسر إلى عبء مالي ثقيل يصعب تحمله بالنسبة للكثير من العائلات ذات الدخل المحدود.
وصلت تكلفة الاشتراك السنوي في النقل المدرسي إلى 1200 درهم لكل تلميذ، وهو مبلغ قد يبدو عادياً في ظاهره، إلا أنه يشكل تحدياً حقيقياً لأسر كثيرة، خاصةً أولئك الذين يعيلون أكثر من طفل في سن الدراسة. كيف يمكن لآباء لا يمتلكون وظائف ثابتة أو دخل منتظم تدبير هذا المبلغ؟ بل وأكثر من ذلك، يصبح هذا المبلغ مضاعفًا إذا كان لديهم عدة أطفال.
وليس النقل المدرسي وحده ما يرهق العائلات، بل يترافق مع مصاريف أخرى لا غنى عنها مثل اللوازم المدرسية، الحقائب، الملابس، والأحذية، مما يجعل إجمالي التكاليف يصل إلى حوالي 2000 درهم لكل طفل. هذه الأرقام صادمة بالنسبة لسكان القرى الذين يعانون أساسًا من غلاء المعيشة والظروف الاقتصادية الصعبة.
في خطوة احتجاجية، نظم الأهالي مسيرة سلمية مشيًا على الأقدام، قطعت خلالها المسافة بين إمغران ومقر رئيس الدائرة الذي يزيد عن 40 كيلومترًا، وذلك في محاولة لإيصال صوتهم للمسؤولين. كانت تلك المسيرة تجسيدًا حقيقيًا لتضامن الأهالي مع أطفالهم الذين يواجهون خطر الانقطاع عن التعليم بسبب التكاليف المرتفعة.
إن استمرار هذا الوضع يهدد بحق التعليم ويؤثر بشكل سلبي على جهود الدولة في مكافحة ظاهرة الهدر المدرسي في المناطق النائية. كيف يمكن أن يُسمح لرسوم النقل المدرسي بأن تكون عقبة أمام حق الأطفال في الحصول على تعليم؟.
الوضع يتطلب تدخلاً سريعًا من الجهات المعنية على كافة المستويات المحلية والإقليمية، وكذلك من الجمعيات والمنظمات الاجتماعية، للبحث عن حلول منصفة تضمن لجميع الأطفال في المنطقة فرصة الوصول إلى مدارسهم دون أن تثقل كاهل أسرهم. فالتعليم حق دستوري، والنقل المدرسي جزء لا يتجزأ من ضمان هذا الحق.
إن القضية ليست محصورة في إمغران فقط، بل هي مشكلة تعاني منها العديد من القرى النائية التي تسجل ارتفاعًا غير مسبوق في تكاليف الحياة. فهل من مجيب؟.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X