مهرجان كان يُعلن نهاية زمن العري.. قواعد جديدة صارمة تعيد الهيبة للسجادة الحمراء

هبة بريس-إ.السملالي

في خطوة جريئة تُعيد رسم ملامح واحد من أرقى المحافل السينمائية العالمية، أعلنت إدارة مهرجان كان السينمائي، في دورته الـ78 التي انطلقت يوم 13 ماي 2025، عن مجموعة من الضوابط الصارمة التي ستُطبق على إطلالات النجوم فوق البساط الأحمر، مؤكدة أن زمن العري والفوضى في اللباس قد ولى.

القرار، الذي جاء عبر بيان رسمي، ينص على منع ارتداء أي زي يكشف بشكل مباشر أو غير مباشر عن أجزاء من الجسد، مع التأكيد على أن “الاحتشام” أصبح جزءًا لا يتجزأ من هوية المهرجان. كما تم حظر الفساتين الشفافة والتيول المبالغ فيها، إضافة إلى الحقائب الكبيرة وحقائب الظهر التي تُعيق الحركة، بينما تم منع الأحذية الرياضية بشكل قاطع، بغض النظر عن ماركتها أو من يرتديها.

هذه التغييرات لم تأتِ من فراغ، بل جاءت كرد فعل على سلسلة من الحوادث التي أثارت جدلاً واسعًا في السنوات الأخيرة، على رأسها ما وقع في دورة 2023، عندما ظهرت إحدى النجمات بفستان شبه شفاف، أثار عاصفة من الانتقادات داخل الأوساط الفنية والإعلامية، واعتُبر إساءة لصورة المهرجان.

كما شهدت دورة 2024 دخول عدد من الضيوف بملابس غير رسمية وأحذية رياضية، ما دفع وسائل إعلام فرنسية مرموقة إلى اتهام المهرجان بـ”فقدان بريقه الفني وتحوّله إلى ساحة استعراض لا علاقة لها بالسينما”.

وابتداءً من هذا العام، ستتولى فرق الاستقبال مهمة مراقبة مدى احترام الضيوف لقواعد اللباس الجديدة، حيث أصبح من حقها منع أي شخص من دخول قاعات العروض إذا لم يكن ملتزماً بالتعليمات. ولن يُسمح بالدخول إلا لمن يرتدي بدلات رسمية أنيقة وفساتين سهرة طويلة، في ما يشبه استعادة حقيقية لروح المهرجان الأصلية.

و بقراراته الجديدة، يبعث مهرجان كان برسالة واضحة: “هنا للسينما هيبتها”. فالمهرجان يرفض أن يتحول إلى منصة للضجيج البصري، أو إلى ساحة للتنافس على لفت الانتباه عبر الأزياء المثيرة.

بكل وضوح، مهرجان كان يفتح صفحة جديدة هذا العام، عنوانها الانضباط والذوق الرفيع، ليُعيد الاعتبار للسينما كفن راقٍ، ويُبعدها عن صخب الموضة والإثارة المجانية التي لطالما حجبت الأضواء عن القيمة الحقيقية لهذا المحفل العالمي.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى