تازة على صفيح ساخن.. مواعيد طبية تتأجل لسنوات بمستشفى ابن باجة

هبة بريس – مكتب فاس

أثار خبر منح مريضة موعداً للاستفادة من فحص بواسطة جهاز السكانير بمستشفى ابن باجة في تازة، بتاريخ 14 نونبر 2026، موجة استياء عارمة بين المواطنين، بعدما تبيّن أن المدة الفاصلة بين طلب الفحص وتاريخه تمتد لسنتين كاملتين، في سابقة تُجسد عمق أزمة المنظومة الصحية بالإقليم.

داخل أروقة المستشفى، يتجمّع عشرات المرضى منذ الساعات الأولى من الصباح، في طوابير طويلة أمام مكتب المواعيد. يتكلف أحد الأعوان بجمع الوثائق، بينما تجلس موظفة خلف زجاج سميك، تُمطر المنتظرين بمواعيد بعيدة الأجل، لتتحول آمالهم في العلاج إلى خيبة معلنة.

شابة من تازة تحكي “أمي تُعاني من آلام حادة منذ شهور، لكن المستشفى منحها موعد السكانير بعد عامين.. أليس هذا قتلاً بطيئاً؟”، هكذا تصف شابة من تازة، بحرقة، وضع خالتها التي مازالت تنتظر تشخيصاً مؤجلاً. شهادتها لم تكن استثناءً، بل صورة متكررة لمئات المرضى الذين حُكم عليهم بالانتظار.
مصادر ل ” هبة بريس” عزت هذا الوضع المأساوي إلى خصاص حاد في الأطباء والأطر التمريضية، مقابل ضغط متزايد من المرضى القادمين من مختلف جماعات الإقليم، ما جعل التجهيزات الطبية المتوفرة غير مستغلة بكامل طاقتها.

الأدهى أن التأجيل لا يخص الفحوصات فقط، بل يمتد إلى العمليات الجراحية، حيث يُحكى عن مرضى قضوا نحبهم وهم في انتظار دورهم على لائحة طويلة، تُسجّل فيها الأرواح قبل الأسماء.

أمام هذه المشاهد التي تُشبه “قاعات انتظار الموت”، يظل السؤال المطروح بإلحاح: هل يستحق مواطنو تازة أن يعيشوا رهائن لمواعيد معلّقة بين الحياة والموت؟



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى